Tuesday, November 9, 2010

رسالة الى اسيره


لست عميقة التفكير ولكني افكر، لست طموحة ومتطلعة ولكني اتمنى وآمل ان تتحقق امالي، لست كاتبة ولكني احب القراءة والكتابة، لست ممن يذم المستقبل ويمدح الماضي ولكني اعيش الواقع، لست ممن يبكي او يضحك كثيرا ولكني دائمة الابتسام، لست من هواة الجدل ولكني احب النقاش الهادف، لست رومانسية ولكني رقيقة المشاعر، لست زاهدة ولكني اخاف الله...
وانا في مكتبي بالامس وصلني خطاب يطالبني بكتابة رسالة، اخذت افكر فيما يمكنني ان اكتب؟ لن اقول كلمات المؤازرة المعتادة مع بعض الدعاء ودمتم، يجب ان افكر في شئ، بدأت الرسالة بأختي العزيزه: اكتب لك هذه الكلمات من سجني الكبير الذي هو هذه الدنيا الواسعه المليئة بالظلم والطغاة، اكره ان اقف مكتوفة اليد اسيره امامك، وانت طليقة الروح في الكون تدافعين عن حق ترينه، تفدين بروحك ما تؤمنين به.
ثم اخذت اتفكر كيف لو اني تخليت عن كل ما املك! البيت الواسع الى آخر ضيق، سعة العيش الى ضنك الحياه، رفاهية ان أُخدَم الى عناء ان أخدِم، وكيف لو اني لم اتخل عن كل ذلك بل اخذت قهرا وظلماً وعنوة، هل سأظل احلم بسريري ووسادتي؟ اكلي المفضل؟ سيارتي؟ اظن اني في هذا المقام ستكون احلامي مختلفة تماما، سأتمنى ان ارى ابنائي، ان انال ضمة حنون من امي، ان اطمئن على ابي، ان يساندني زوجي ويخفف حملي، قد احلم ان اسير دون اغلال، او ان ارى البحر او اشم نسيمه، او ارى ضوء الشمس واحس بدفئها، ان اسير على الحشيش وامسك الازهار واشم عبيرها، ان اسمع اصواتا صديقة او شقشقة عصافير، او حتى ان ارى ارضا فضاء واسعة ليس لها نهاية.
بعد تلك البرهة من التفكير، احسست بما يحس به السجين او بالاحرى الاسير الذي فقد ما فقد دفاعا عن حق وقضية، فتألمت لحالنا وسكوننا وتجاهلنا لغيرنا، وقررت اكمال الرسالة بالدعاء ثم ارسالها بالبريد الالكتروني طبقا لما جاء في الخطاب الذي وصلني من سفارة دولة فلسطين في اطار الحملة التي اطلقتها وزارة شؤون الاسرى والمحررين (اكتب رسالة للاسرى والاسيرات) فكان هذا ما كتبته لاحدى الاسيرات، واليكم الموقع لعل فيكم من يستطيع ان يقدم خيراً مني: http://www.freedom.ps/

Monday, November 1, 2010

الملكه المتوَجه

كان عندي 29 سنه من كام سنه كده - مش كتير- وبعدما انهى الاولاد السنة الدراسية في شهر يونيو تقريبا قررت انا وزوجي ان نلبي النداء ونذهب الى الحج، واعددنا العده وشددنا الرحال، وكان من المفروض يكون معنا الاولاد لكن لم يشأ الله الا ان اذهب انا وزوجي، ذهبنا في هذه الرحلة الشاقة المباركه الممتعه، وطوال الوقت مخي شغال افكر في كل ما هو مطلوب ومرغوب لكي اقوم به، واذكر نفسي بما هو ممنوع لابتعد عنه.
ومما هو ممنوع قتل اي كائن حي، وكان يوم عرفه، حيث افترشنا الارض داخل الخيمة وعكفت على قراءة القرآن واذا بها تسير بجواري تتهادى على الارض وكلها ثقة في ان هذا اليوم هو يوم سعدها وان الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات يحفظها من ظلم من خلق، اخذت ادقق النظر اليها فاذا بي اجدها وكأنها  ملكة متوجه، فقد وقفت على رجلين ورفعت يديها الاربع الى السماء اظنها كانت تدعو الله وتشكر فضله على ما انعم عليها في هذا اليوم.
ثم ما لبثت ان سارت قليلا لتلتقي اثنتان، حيث تبادلن اطراف الحديث، اظنهم كانوا يرتبون ماذا سيفعلون في هذا اليوم، بدا لي انها امرت الاولى ان تهتم بالعيال والثانية ان تهتم بالغذاء، وسارت هي كالملكة تتفقد احوال المملكة والشعب، تبادلت الاولى القبلات مع اخريات اظنهم كانوا اطفال المملكة، اما الثانيه فقد اعطت بدورها الاوامر لاخرين فبدأ الكل في التقاط حبات صغيرة من بعض فتات الاكل المتناثر هنا وهناك على الارض، وقاموا يسيرون في خطوط مستقيمة محددة ليؤدوا ما عليهم، ولكن في وسط العمل الجاد الدؤوب كانت هناك عواطف متبادله حيث طال وقوف اثنين معينين مع بعضهم، شكلهم مخطوبين او لسه متجوزين جديد او يمكن قديم لكن العشرة زودت المحبة بينهم، ويا عجبي كيف تعاونوا اظنه سألها اساعدك يا حبيبتي، وتيسلم منها حملها ليكمل المشوار، ولغتهم بينهم كالقبلات ثم يسأل الغدا ايه النهارده، لا ده تحويش عشان الشتا ما انت عارف يا حبيبي، طيب انتي رايحه على فين دلوقتي، انا رايحه القصر اشيل فيه فتافيت الشتا، طب ما تتأخريش عليه انتي واحشاني، روح انت شوف العيال اكلهم وحميهم ده يوم عرفه يعني ربنا النهارده حافظنا كلنا.
وهكذا تعرفت على مملكة النمل واحببتها، والحمد لله اصبحت منذ ذلك اليوم انظر الى النمل نظرة مختلفة وحتى يومنا هذا، فلا اقتل النمل الذي يسعى في سبيله، بس على فكره لو جيش وعندي في البيت ممكن ارشه بس مش باقتله، فلا يزال عندي نفس احساس الخوف من قتل النفس الذي احسسته في هذا اليوم المبارك ..