Wednesday, January 23, 2013

حصان ابنتي

ما هو جدول اليوم يا تقى؟
كالعاده يا ماما سأذهب الى المدرسه وعند عودتي نأكل سريعا وارتدي ملابسي ونذهب الى التمرين، لا بد ان نسرع فقد فات الكثير ولم يبق الا التصفيات قبل النهائيه ثم البطوله النهائيه، لا بد ان نبذل جهدا اكبر سنتعب بعض الشئ، ولكن ان شاء الله سيكلل الله تعبنا بالنجاح.
لكن هناك الكثير من المهام يا حبيبتي، وراءك دراستك وانت في السنه النهائيه للمدرسه تحتاجين الى التركيز والعمل الجاد.
ماما تعلمين حبي للخيل وحبي لحصاني والحمد لله دخلت به عدة بطولات الى الان ولم يخذلني، معلش فات الكثير وبقي القليل.
في الليله السابقة: ما بال حصانك اليوم يا تقى لاحظت انه ليس على طبيعته، فعلا يا ماما وانا في التمرين كل ما المس بطنه برجلي ينط كده بشكل غريب، ولما خلصت ورحت احميه كان واقف ساكت ولا يتحرك ودي مش عادته، وسألت السايس قال انه اكل شعير كتير.

جاهزه حبيبتي للنزول للتمرين، ايوه يالا بينا،
سأكلم صديقتي في النادي للتأكد ان الموعد كما هو، اتصلت وانصت لما يقال على التليفون واغلقت والدموع متحجره في عيناي، سألتني تقى: فيه ايه؟ كيف يمكنني ان اقول لها ان حصانها قد مات! قلت اولا ان الحصان تعبان، فسألت ماذا به؟ تعبان في ايه؟ اضطررت بعد قليل ان اقول الحقيقه.
سكت الجميع حزنا.. انها روح قبل كل شئ، ثم عشره ثانيا، ثم انه طريقها للبطوله النهائيه، اضافة الى ان هناك رابطة روحية بين الفارس والفرس، ولكنها سنة الحياة، لكل اجل كتاب.
 بعد فترة من الحزن بدأنا نفكر في ايجابيات ما حدث ونحمد الله على كل حال، الحمد لله يا ماما انني اعطيته حبا بالامس ربت عليه وحممته وقبلته، وانا قلت الحمد لله انك لم تكوني عليه ولست في البطوله وقبل ان نذهب الى التمرين فلم تريه يهذا الشكل .. الله يقدر ويدبر ولا نملك الا ان نقول الحمد لله انها لم تكن اسوأ من ذلك، اللهم احفظ ابنتي تقى من كل شر واحفظ ابنائي جميعا، اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا، اللهم آمين.
كنت اود ان ابدأ السنه الجديده والذكرى الثانيه لثورة مصرنا العظيمة بالحديث ربما عن بعض ذكريات الثورة، ولكن كان لا بد ان نتشارك معا فقدان حصان.

No comments: