Wednesday, October 17, 2012

أخي الحبيب عافاك الله



تمضي بنا الايام اليوم تلو اليوم هل نشعر بذلك هل نشعر بأننا نكبر؟ نرى الزمن يمر على غيرنا، اولادنا كبروا ربما تزوجوا وانجبوا.. ولكن شعورنا بأنفسنا يبقى كما هو وكأن الزمن يمر على من سوانا ويتركنا، ولكن هاهي آثار الزمان بادية في كل شئ، خطوط العمر تكتب على جباهنا نحاول ان نمحوها بكل ما نملك، وخاصة نحن السيدات، شعيرات بيضاء تظهر ثم تزداد عددا، وايضا نتحايل على ذلك، ولكن يأتي ما لا نسطع معه امراً، قضاء الله وقدره، فهناك من يمرض وهناك من نفقده.. فماذا عسانا فاعلون؟
دائما ما كنت افكر في هذا اليوم واخشاه، اخشى ان يأتي يوم اضطر فيه ان اودع من لا احب ان اودعهم، واعلم تماما ان الانسان الى زوال ولكنه الفراق الصعب.. ربي لا تجعلني احزن على فراق أحبة لي في هذه الحياه ولا تريني فيهم مكروها ابدا، قد تأتي اختبارات وابتلاءات وقد تكون صعبة وشديدة نتذلل حينها للخالق ولكن بعد ان تزول قد ننسى وننهمك في دنيانا، اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين يا رب العالمين.
ألمت وعكة صحيه شديده بأخي حبيبي صديق عمري وطفولتي محمد وقد سلمه الله وعافاه، فقد دعى له كل من عرفه يوما فهو خلوق طيب كريم يؤثر على نفسه، يحبه كل من يلقاه، دعائي لك اخي الحبيب من كل قلبي بالشفاء التام والمعافاة من كل شر..
بينما انت في سرير المستشفى بين يدي الله جالت في خاطري ايام عشناها معا، فذكرت ذلك اليوم يوم كنت ابن الخمس سنوات وانا في الحادية عشر، وكنا حديثي عهد بمصر وبالنزول وحدنا والسير في الطرقات، يومها اخذتك ونزلنا معا كنت اريد شراء لغز للمغامرين الخمسه حيث كنت مدمنة على قراءتها، واضعنا الطريق، وسرنا لوقت طويل عدة ساعات في محاولة للعودة الى ان سألنا احد المارة، الذي ولله الحمد كان رجلا طيبا، اعادنا للبيت سالمين، وبقيت ذكرى هذه المغامره في ذاكرتنا جميعا، فكنت ادعو الله الذي اعادنا معا ان يبقينا معا والا يفرقنا ابدا، ولا يسعني امام كرم الله وفضله الى الشكر ما حييت، فشكرا لله الف شكر وحمدا كثيرا.