Thursday, September 22, 2011

حرف الخاء: خياران لا ثالث لهما


في هذه الايام كثر الكلام عن الاختيار، على اساس اننا اصبحنا احرار في دولة ديمقراطية لنا حق الاختيار ودائما ما يكون الاختيار بين امرين، يعني مثلا دولة مدنية ولا دينية، لوائح الانتخاب فردي ولا قايمة، نعجل بالانتخابات والا نؤجل، ما يحدث انفلات امني ولا فلول نظام، انت مع الثورة ولا مع النظام الخائن، كلها خيارات لا ثالث لها.. كل ذلك كان في رأسي وانا في طريقي للنوم، وبعد عدة ساعات وعلى رنين جرس المنبه
جلست وجفناي متثاقلان انظر وافكرهل اخلد للنوم ام اخرج لالحق بموعد هام؟ خياران لا ثالث لهما اذا نمت ما فيش مشكله واذا خرجت فكيف اذهب الى مقصدي هل اذهب بالمواصلات ام اركب سيارتي ؟
 خياران لا ثالث لهما، اذا اخدت مواصلات فلا توجد مشكلة واذا ركبت سيارتي فهناك خياران لا ثالث لهما،
اما ان اركن في موقف سيارات او اركن في الشارع، اذا ركنت في الموقف لا توجد مشكلة واذا ركنت في الشارع فهناك خياران لا ثالث لهما،
اما ان احدهم سيخبط السيارة واما انها ستسرق، اذا اتخبطت فلا توجد مشكلة اما اذا سرقت فهناك خيارن لا ثالث لهما،
اما ان اذهب الى القسم لاحرر محضر واما ان اخذ مواصلة اخرى، اذا حررت محضر فلا توجد مشكلة واذا اخدت مواصلات فهناك خياران لا ثالث لهما،
اما ان اصل متأخرة عن موعدي او اصل قبل الموعد، اذا وصلت متأخرة عن موعدي فلا يوجد مشكلة اما اذا وصلت قبل الموعد فهناك خياران لا ثالث لهما،
اما ان اعد الدقائق حتى الموعد او ان اجلس على القهوة انتظر، اذا عددت الدقائق فلا توجد مشكلة اما اذا جلست على القهوة فهناك خياران لا ثالث لهما
اما ان اشرب شاي او اشرب قهوة، اذا طلبت شاي فلا توجد مشكلة اما اذا طلبت قهوة فهناك خياران لا ثالث لهما
اما ان اطلبها سادة او على الريحه، اذا كانت على الريحة فلا توجد مشكلة اما اذا كانت سادة فهناك خياران لا ثالث لهما ان لا اشربها لاني لا احبها ساده او ان أذكر عزيزا فقدته يوما ما وأبدأ في البكاء،
اذا تركتها فلا توجد مشكلة اما اذا بكيت فهناك خياران لا ثالث لهما
اما ان يعتقد المارة انها دموح حزن او انها دموع فرح، اذا اعتقدوا انها دموع حزن فلا توجد مشكلة وان اعتقدوا انها دموع فرح فهناك خياران لا ثالث لهما اما ان افرق شربات او اوزع شوكولاته
اذا فرقت شربات فلا توجد مشكلة اما اذا وزعت شوكولاته فهناك خياران لا ثالث لهما
اما آكل منها واما لا، اذا اكلت منها لا توجد مشكلة واذا لم آكل منها فهناك خياران لا ثالث لهما
اما ان يظن الناس اني لا احب الشوكولاته او ان يظنوا انها رديئة، اذا ظنوا اني لا احبها ما فيش مشكلة ولكن اذا ظنوا انها رديئة فهناك خياران لا ثالث لهما
اما ان يرفضوا ان يأكلوها او ان يحاولوا ان يطعموها لي بالعافية
اذا رفضوا اكلها ما فيش مشكلة اما اذا حاولوا اطعامي بالعافية فسأزيد في الوزن
واذا زاد وزني فهناك خياران لا ثالث لهما اما ان اذهب الى الجيم او اطنش واروح البيت انام
لأ طبعا فيه خيار تالت اخيرا... اروح المشوار اللي كنت عايزه اروحه مشي بدل من الركوب واهضم الشوكولاته اللي كان ممكن يأكلوهالي بالعافية، وبكده الحق معادي واحافظ على وزني...
اذن دائما هناك اختيار ثالث قد لا نراه لاول وهلة ولكن لا بد ان نبحث عنه.. وربنا يعيننا دائما على حسن الاختيار ويبصرنا بالخيار الثالث الذي قد يكون فيه الخير..

Sunday, August 28, 2011

حرف الحاء: الحرية


شعر عن الحرية اعجبني احببت ان انقله لكم
أخبرنا أستاذي يوماً عن شيء يدعى الحرية
فسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية
ما الحرية ؟!
هل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنية ؟!
أم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنية؟!
فأجاب معلمنا حزناً وانساب الدمع بعفوية
قد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلوية
أسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحرية
لا تملك سيفاً أو قلماً ، لا تحمل فكراً وهوية
***
وعلمت بموت مدرسنا في الزنزانات الفردية
ونذرت لئن أحياني الله وكانت في العمر بقية
لأجوب الأرض بأكملها بحثاً عن معنى الحرية
وقصدت نوادي عروبتنا أسألهم أين الحرية ؟
فتواروا عن بصري هلعاً وكأن قنابل ذرية
ستفجر فوق رءوسهم وتبيد جميع البشرية
فدنا رجل يبدو أن ذاق عذاب الشُرَط السرية
لا تسأل عن هذا أبداً أحرف كلماتك شوكية
هذا رجس ، هذا شرك في دين دعاة الوطنية
ارحل؛ فتراب مدينتنا يحوي آذاناً مخفية
تسمع مالم يحك أبداً وترى قصصاً بوليسية
ويكون المجرم حضرتكم والخائن حامي الشرعية
ستبوء بكل مؤامرة وبقلب نظام الثورية
وببيع روابي بلدتنا يوم الحرب التحريرية
وبأشياء لا تعرفها وخيانات للقومية
وتساق إلى ساحات الموت عميلاً للصهيونية
واختتم النصح بقولته وبلهجته التحذيرية
لم أسمع شيئاً لم أرَكُمْ ما كنا نذكر حرية
هل تفهم ؟ عندي أطفال كزغاب الطير البرية
***
وسألت جموع المغتربين أناشدهم ما الحرية ؟
فأجابوا بصوت قد دوى : فَجَّرت هموماً منسية
لو ذقناها ما هاجرنا وتركنا الشمس الشرقية
بل طالعنا معلومات في المخطوطات الأثرية
أن الحرية أزهار ولها رائحة عطرية
كانت تنمو بمدينتنا وتفوح على الإنسانية
ترك الحراس رعايتها فرعتها الحمر الوحشية
***
وسألت أديباً من بلدي هل تعرف معنى الحرية ؟.
فأجاب بآهات حرّى : لا تسألنا ، نحن رعية!
ووقفت بمحراب التاريخ وقلت له ما الحرية؟
فأجاب بصوت مهدود يشكو من وقع الهمجية
الـحــريــة :
أن يحيا الناس كما شاء الرحمن لهم بالأحكام الربانية
وفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبوية
لا وفق قوانين الطغيان وتشريعات أرضية
وضعت كي تحمي أشخاصاً تقفو الأهواء الشخصية
الـحــريــة :
ليست نصباً تذكارياً يغسل في الذكرى المئوية
الحرية لا تستجدى من سوق النقد الدولية
الحرية لا تمنحها هيئات البر الخيرية
الحرية نبت ينمو بدماء حرَّى وزكية
الحرية تنزع نزعاً
تؤخذ قسراً
تبنى صرحاً
يعلو بسهام ورماح ورجال عشقوا الحرية

Monday, August 22, 2011

الجرذان


"حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين"
هذه صورة رهيبة, ترسم مدى الشدة والضيق في حياة الرسل وهم يواجهون الكفر والجحود، يدعون اقوامهم يوما بعد يوم فلا يستجيب لهم إلا قليل, تمر الأعوام والباطل تزداد  قوته وغلبته, والمؤمنون في عدتهم القليلة وقوتهم الضئيلة. ساعات حرجة, يطغى فيها الباطل ويبطش ويغدر، والرسل ينتظرون الوعد فلا يتحقق فتهجس بهم الهواجس . . أتراهم كذبوا ؟ اي ظن الرسل أنهم كذبوا فيما وعدوا من النصر.
ولكن تلك سنة الله في الدعوات لا بد من الشدائد, ولا بد من الكروب, حتى لا تبقى بقية من جهد ولا بقية من طاقة ثم يجيء النصربعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة التي يتعلق بها الناس، يجيء النصر من عند الله, فينجو الذين يستحقون النجاة, ويحل بأس الله بالمجرمين, مدمرا ماحقا لا يقفون له, ولا يصده عنهم ولي ولا نصير .
هذا ما حدث في ليبيا وصفهم العقيد قائد الثورة الليبية مدعي البطولة بالجرذان استصغارا منه لهم وتحقيرا لقوتهم وقدرتهم متناسيا قصة الفأر الذي انقذ الاسد من شبكة الصياد بقوة اسنانه وقوة عزيمته، وقد كان ان تكالبت عليه الجرذان واتحدت فصارت اقوى واكبر من اي اسد، وهو ليس بأسد فهو مدعي للقوة وهو اجبن من ان يخرج من جحره، فهو يحتمي وراء بروج محصنة خوفا من الشعب الليبي الطيب، الذي يناشد بعضه الان بكظم الغيظ وترك الرغبة في الانتقام بدل ان يحثهم على مطاردته كالجرذ المختبئ، جحرا جحرا ودار دار وزنجه زنجه، تحية لك ايها الشعب العربي المناضل لقد استعدت حريتك التي دفعت فيها الغالي والنفيس، دعواتنا لكم اخواننا اهل ليبيا، ودعاؤنا لاخواننا في اليمن وسوريا اعانكم الله اثبتوا فان بعد العسر يسر.

Wednesday, August 17, 2011

حرف الثاء: الفرق بين الثورة والثور


قال احد المفكرين: “إن ما يجمع الثورات هو الاستياء، فإذا عمَّ الاستياء وتراكم فإنه يتحول إلى حركة تتحول إلى وثبة وبالتالي الى ثورة”
اما ما يجمع الثيران فهو وعاء الاكل يجتمعون حول العلف يأكلون ويتناطحون كل يدافع عن غنيمته ويحاول اظهار قوته
الثورة عبارة عن جولات بين شعب وحاكم ظالم مستبد تبدأ بوقفات وهتافات ثم انتفاضة ثم تصميم على استعادة الحقوق الضائعة ثم تنفجر ثورة بأعداد كبيرة وطوائف مختلفة من الشعب وقد تكون في ميدان متسع كميدان التحرير، لا يفترض ان تراق فيها دماء
اما جولات مصارعة الثيران فتتم بين الثور ورجل في ميدان مخصص ويسمى حلبة مصارعة الثيران، يقوم المصارع بمواجهة الثور بمفرده، وفي نهاية المصارعة، يقتل احدهما الاخر
هناك فروقات اخرى بين الثورة والثور
الثور له قرون والثورة لها مخالب وانياب
الثور يخور اما الثورة فتفور
الثور ...حيوان هائج، الثورة ...انسان هائج
وقال مفكر آخر: ” الأمم قد تتسامح بالتفريط في مصالحها، ولكنها لا تتسامح أبدا بجرح شرفها وكبريائها” وقد تم جرحنا بل ذبحنا من نظام هرم وشاخ واصبح لا هم له الا الترف والانفراد بالمجد.
هل يمكن تهدئة الثور الهائج، ليس من السهولة القيام بذلك، فاذا هاج يصعب التحكم به وقد يضطر الى قتله، اما الثائر فهو يثور حتى يصل الى ما يريد ثم يهدأ ويبدأ في العيش الرغيد والتمتع بما وصل اليه سعيدا بنتاج ثورته.