Wednesday, April 13, 2011

مشاعر بدون عنوان



مع بداية الثورة يوم جمعة الغضب في الثامن والعشرين من شهر يناير عام 2011 كنت اعرف شعوري وقتها كان الحماس، وبعد النزول ومواجهة الموت تحول الى غضب، وفي المليونية الاولى يوم الثلاثاء الاول من فبراير شعرت بالقوة والاتحاد والذوبان في المجتمع، وفي اليوم التالي في موقعة الجمل التي كان فيها زوجي واخي مع غيرهم من الاصحاب والغرباء ولم اكن معهم شعرت بالخوف عليهم جميعا والحيره ايضا فيما ستئول اليه الامور في النهاية، ومع توالي الايام زال الخوف وتبدل بالاصرار، حتى يوم الخميس 10 فبراير الذي اجتمعت فيه كل المشاعر والاحاسيس من القوة والاحساس بقرب النهاية والخلاص ثم جاء الخطاب الذي كان يظن ان يكون خطابا للتنحي ولم يكن فازددنا اصرارا ويقينا، وجاء يوم الجمعه يوم التنحي ولحظة الانتصار كان ولاول مره الاحساس بالنصر والفرح العارم الذي يملأ الكون ويشمل الجميع، كانت مصر كلها ترقص وتغني وتسجد شكرا لله، فاضت المشاعر بشكل غير مسبوق، والحب كان هو الشئ المشترك بين الجميع احساس طاغ بالحب لكل شئ ولكل شخص بنتي كانت تقول لي ماما: انا باحب الجيش باحب الدبابه باحب العلم باحب الاغاني الوطنية، فعلا كانت المشاعر ضخمه فياضه.
اليوم.. ولاول مره بعد اهم قرار وتنفيذ اهم مطلب وهو الحكم على مبارك ونجليه بالحبس الاحتياطي لا استطيع ان احدد نوع مشاعري، لست ممن يشمتون، فلا احس بالشماته، ولست ممن يتنازلون عن الحقوق فليس احساس بالحزن عليهم، انه احساس جديد لا اعرف ما اذا كان له مسمى ام لا فلم يسبق ان خلع لنا رئيسا من قبل ثم حوكم وحكم عليه، انها المره الاولى.. اريد من يساعدني على معرفة هذا الشعور، ما اسمه اريد ان اتعرف عليه فقد احببته، رجفه في القلب، رغبه في البكاء، احساس بالرغبه في التواصل مع الجميع، عدم الرغبه في الاكل، لكن الحمد لله الحراره طبيعية، ما فيش دوخه لكن شريط سينمائي يمر امامي منذ اعلان النبأ، قتلى ومظلومين، تخريب ونهب، فساد مالي وسياسي، حتى نصرة الاخ والجار اغمضت عنها العيون، ونداء المظلوم صمت عنه الاذان، حتى من اسلمت واستنصرت بهم سلموها ولم ينصروها، ارجوكم اريد عنوان..

Monday, April 4, 2011

ابليس يرجع عن استقالته


اخيرا ردت الي روحي مرة اخرى فبعد ان كنت قد ركنت على الرف اشعر بالملل والاسى والحزن على ما آلت اليه حالي، لم اعد كما كنت ملئ السمع والبصر، كلمتي المسموعه المدوية المزلزله ضاعت وسط اصوات الاهات والانات وصراخ المظلومين والمعذبين وهتافات الظالمين المنتصرين.
احكي لكم الحكاية.. منذ ما يزيد على اربعة عقود كاملة اصبحت كسيرا نفذت كل افكاري واصبحت قديمة، فقد وسوست لبن علي بأن يسرق مليارات من الشعب التونسي، ولكنه فاجأني بأنه فتح للبنك ممرا سريا على دولاب غرفته، حيث يتم تحويل مباشر للرزم المالية بكل فئاتها وانواعها، ثم اتيت مبارك احاول ان اثنيه عن مساعدة اهل غزه من باب التفريق بين الاهل وكسر روابط الرحم، فاذا به يذهلني ببناء سور من الفولاذ وفي نفس الوقت اهداء الغاز لاسرائيل دون مقابل، اما القذافي فكنت افكر في اقناعه بأن لا يكتفي بالغازات المسيله للدموع ضد شعبه كما فعل الاخرون وليضرب بالرصاص الحي ولكني فوجئت به يضرب بالدبابات ويقصف بالطائرات ويلقي القنابل والاربيجيهات... هذا غير ما آل اليه الجميع اسول له ليسرق فيغتني، فاذا به اغنى الاغنياء ولكنه لا يزال يسرق، اوسوس لذاك ليرتشي فاذا الجميع يعطيه الرشوه على انها حق من حقوقه، لم اعد احتمل الاوضاع الموجودة.
 كتبت استقالتي لملمت اغراضي في حقيبتي وطلبت نقلي الى بلاد اخرى غير البلاد العربية والاسلامية لانها اصبحت تشق علي فيها الوسوسه، اما الان.. ومنذ يوم 15 يناير 2011 يوم انتصر الشعب التونسي بعد ان استيقظ وتلاه الشعب المصري وقامت الثورات العربية تباعا، عادت لي قوتي من جديد، هؤلاء اناس لم يتوغلوا في الفساد وكلمتي ستعود مسموعة من جديد والحمد لله، سمومي بدأت في الانتشار، ومن فرحتي وسعادتي بعودة قدراتي، اقوم في نفس الوقت باكثر من عمل وفي اكثر من مكان، استطيع الان ان ادخل البيت الواحد لاوقع بين اهله ان لا يجتمعوا على رأي لان هذا من الديمقراطية التي يجب ان يحاربوا من اجلها، ثم الى ابناء الديانه الواحده فافرق بينهم انتم اهل ملة تختلف عن الاخرين، انتم على صواب وغيركم على خطأ، لا تسكتوا والا استضعفوكم، هذا وقتكم اهدموا القبور اقيموا الحدود، هنا تكمن قوتكم، وبين اهل الدين والاخر.. هذا ما يريده المسيحيون ليسودوا وتصبح لهم الرايه والكلمه، اياكم ان تعطوهم الفرصة، ثم هذا حزبكم الذي يدعو الى المعروف وينهى عن المنكر اما الحزب الاخر فهو يدعو الى المنكر وينهى عن المعروف اياكم ان تمكنوه، ثم بين الحاكم والمحكوم لا تثقوا في هؤلاء انهم من اتباع النظام السابق ولا تثقوا في الجيش ان لهم رغبه في السلطه ولا تؤيدوا فلانا وتصدقوا علانا فهذا له رغبه وهذا له غرض وهكذا ما ان انبس بكلمه الا وتحاك عليها الحكايات.. ولن يمر وقت طويل الا وسيكون زمام الامور في يدي، آمر وانهي.. اخيرا عدت كما وعدت: (قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم  قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ).