مع بداية الثورة يوم جمعة الغضب في الثامن والعشرين من شهر يناير عام 2011 كنت اعرف شعوري وقتها كان الحماس، وبعد النزول ومواجهة الموت تحول الى غضب، وفي المليونية الاولى يوم الثلاثاء الاول من فبراير شعرت بالقوة والاتحاد والذوبان في المجتمع، وفي اليوم التالي في موقعة الجمل التي كان فيها زوجي واخي مع غيرهم من الاصحاب والغرباء ولم اكن معهم شعرت بالخوف عليهم جميعا والحيره ايضا فيما ستئول اليه الامور في النهاية، ومع توالي الايام زال الخوف وتبدل بالاصرار، حتى يوم الخميس 10 فبراير الذي اجتمعت فيه كل المشاعر والاحاسيس من القوة والاحساس بقرب النهاية والخلاص ثم جاء الخطاب الذي كان يظن ان يكون خطابا للتنحي ولم يكن فازددنا اصرارا ويقينا، وجاء يوم الجمعه يوم التنحي ولحظة الانتصار كان ولاول مره الاحساس بالنصر والفرح العارم الذي يملأ الكون ويشمل الجميع، كانت مصر كلها ترقص وتغني وتسجد شكرا لله، فاضت المشاعر بشكل غير مسبوق، والحب كان هو الشئ المشترك بين الجميع احساس طاغ بالحب لكل شئ ولكل شخص بنتي كانت تقول لي ماما: انا باحب الجيش باحب الدبابه باحب العلم باحب الاغاني الوطنية، فعلا كانت المشاعر ضخمه فياضه.
اليوم.. ولاول مره بعد اهم قرار وتنفيذ اهم مطلب وهو الحكم على مبارك ونجليه بالحبس الاحتياطي لا استطيع ان احدد نوع مشاعري، لست ممن يشمتون، فلا احس بالشماته، ولست ممن يتنازلون عن الحقوق فليس احساس بالحزن عليهم، انه احساس جديد لا اعرف ما اذا كان له مسمى ام لا فلم يسبق ان خلع لنا رئيسا من قبل ثم حوكم وحكم عليه، انها المره الاولى.. اريد من يساعدني على معرفة هذا الشعور، ما اسمه اريد ان اتعرف عليه فقد احببته، رجفه في القلب، رغبه في البكاء، احساس بالرغبه في التواصل مع الجميع، عدم الرغبه في الاكل، لكن الحمد لله الحراره طبيعية، ما فيش دوخه لكن شريط سينمائي يمر امامي منذ اعلان النبأ، قتلى ومظلومين، تخريب ونهب، فساد مالي وسياسي، حتى نصرة الاخ والجار اغمضت عنها العيون، ونداء المظلوم صمت عنه الاذان، حتى من اسلمت واستنصرت بهم سلموها ولم ينصروها، ارجوكم اريد عنوان..