Wednesday, March 20, 2013

اعتقادات طفوليه




ايام الطفوله يكون العقل وكأنه اسفنجه كبيره لها قدره هائله على الامتصاص والاستيعاب
ايام الطفوله يكون العقل وكأنه سحابه تدور في الكون لا تعرف الحجم الحقيقي للاشياء
ايام الطفوله يكون العقل وكأنه في حلم طويل مستمر يفكر في الامور على غير حقيقتها ويراها كما يريدها ان تكون.
كلنا كنا هذا الطفل يوما، كلنا عشنا هذه الفتره، وكان لكل منا معتقداته الخاصه واحلامه وذكرياته التي ضاع بعضها ولسبب ما بقي منها البعض، ولعلني هنا احاول ان اجمع بعض ما بقي في الذاكره من الامور التي لا تزال تقبع في الظلام، احب ان اذكرها وان اتخيل كيف هو تفكير الطفوله، فيه البراءه والذكاء وفي نفس الوقت اللؤم والسذاجه.

اذكر وانا في الرابعه من عمري عندما حضرت فرح للمرة الاولى وكيف كنت اعتقد بأنني سأرى العروسه في الفرح، كيف كنت اظن بأنها مثل عروساتي البلاستيك، وعندما وجدتها انسانا ظننت بأن ما جعلها عروسا هو هذا الثوب الجميل، في الوقت الذي كان يسألني احد اصدقاء الوالد وكان كبير السن هو وزوجته بأن اتزوجه وسيعطيني ما اطلب كنوع من المداعبه، والغريب اني وافقت ووضعت شروطي، بأنه لا بد من الفستان والهدايا، وقد حقق لي ما طلبت وذهبت الى بيتهم لقضاء الليله معهم وبعد اعطائي ما طلبت اصررت على العودة للبيت على ان اعود اليهم في الصباح التالي، يعني استغلاليه من يومي، طبعا ده لإن الفستان لم يحولني لعروسه كما ظننت.
ولدت في قطر وعشت فيها ولم نذهب الى مصر الا وانا في العاشره من عمري تقريبا، وبدأ الوالدان في تدريبنا على النزول لشراء بعض الاشياء البسيطه من المحال المجاورة للبيت كالخبز والبيض وما شابه، اذكر انه عند بائع البيض كان يضع كل بيضه عند مصباح منير لينظر بداخلها وعندما سألته عما يفعل، رد ضاحكا، استأذن الكتكوت اللي في داخلها، وبقيت لفترة طويله معتقده ان هذا حقيقة ما يحدث فعلا .

كنت ادمن على القراءه في هذه الفترة من عمري ادمانا شديدا، وكانت الالغاز البوليسيه للمغامرين الخمسه تصدر كل شهر ولا استطيع صبرا الا ان اشتريها يوم صدورها فاقرأها بنهم وشغف شديدين، وكنت اعتقد ان هذا هو مستقبلي وهذا ما اريد ان اكون عليه عندما اكبر، ان اكون قائدة فرقه ممن يحلون القضايا والالغاز والجرائم، وكل ما كان الوالد يسافر الى مكان ويسألني عما اريد، كنت ارد ملابس للتخفي وبعض الاشياء التي تساعدني ربما على الطيران كسوبرمان او التسلق او التنكر، وكنت اود للشجره في الحديقة ان تكبر حتى اسكنها واراقب منها اللصوص كما كان يفعل تختخ في المغامرون الخمسه.

سألت ابنتي الصغرى عن معتقداتها في الطفوله فردت بأنها كانت تظن بأن يوم القيامه سيأتي ووراءها طابور من اللقيمات وبقايا الطعام التي كانت تتركها، فنقول لها حرام بكره تمشي وراكي يوم القيامه، فأضحكني هذا الاعتقاد.



Wednesday, March 6, 2013

الاحسان اهم من الحب



الاعراض: زيادة في ضربات القلب، برودة في الأطراف، مصحوبة بصعوبة فى التركيز، مع أرق واضطراب في النوم، عدم الشعور بالوقت، كثرة أحلام اليقظه، الميل الى غلق العينين مع التفكير والسرحان.. رغبه مفاجئه في الضحك او البكاء، تأمل طويل في القمر، حب شديد للورود، هيمان وخيال وشرود.

الطبيب: الحالة صعبه وليست بسيطه، انها حالة حب ... حب! لا حول ولا قوة الا بالله، والحل يا دكتور؟ والحل الوحيد اجراء عمليتان احداهما بالقلب والاخرى بالمخ مع الدعاء ان يمن الله بالشفاء، فإذا تم ذلك كانت الحياه هنيئة والتقدم مستمر الى الامام.. استمرت العمليه لساعات طويله تم خلالها استئصال الاجزاء المؤديه لهذه الاعراض .. الحمد لله تمت العمليه بنجاح، ننتظر ونرى كيف سيكون الحال.

العينان مفتوحتان، النبض مستقر، الحراره ثابته، النوم منتظم، لا يوجد اي شعور او احساس، سنجري بعض الاختبارات للتأكد من خلو الجسم من اي مشاعر او عواطف.

في العمل: لا اريد اجازه لا احتاج لها لا اشتاق لاحد سأعمل واعمل فقط
في البيت: لا اضيع الوقت في الكلام فلست في حاجه اليه، لا احتاج للترفيه والخروج فلا افرح ولا احزن ولا استمتع مع احد
في السرير: لا اريد ان احلم او اسرح بخيالي او اتمنى فقد تم استئصال اجزاء الحب والعواطف والمشاعر من عقلي وقلبي.

من المؤكد ان الانتاج سيكون عظيما ليس هناك ما ينغص العيش ولا يشغل البال ولا يحزن ولا يفرح لا رغبات ولا حب ولا كره، نريد ان نرى النتيجه لنعمم التجربه.

بعد مضي عدة شهور.. الانتاج ضعيف، جو العمل غير حماسي، لا تعاون، ولا تنافس، جو البيت خالي من المشاعر يسير على وتيره ثابته، نوم عميق بلا تشويش، لا بد ان تكون الحياه افضل فلا يوجد ما ينغص الحياه، ولكن الحقيقه الغائبه ان هذا ما خلقنا الله عليه، نسعد لننتج من فرط السعاده، نحزن فنعمل لننسى الهموم، نحب فنعمل للوصول بالمحبوب الى تحقيق الامنيات، نكره فنتنافس ونتحدى، اما اذا اقتلعنا كل ذلك من جذوره لم يعد للحياة معنى، ولم يعد للضمير وجود، نعمل ولا نخلص، ننتج فلا نسعد، اعيدو الي عذاب الحب واعراضه الثقيله فهذه سنة الكون التي خلقنا عليها، ليست الحياه بلا مشاعر هي الافضل،  لان الاحسان والاخلاص الذي ذكره المولى عز وجل "ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها" هو ما يجعل عملنا حقيقيا، لا بد ان نخلص ونحسن في كل ما نقوم به لنصل الى الكمال الى السعاده الى الهناء.

فكره مقتبسه من روايه تقرأها تقى بنتي وكانت تقص علي بعضا منها..

Wednesday, January 23, 2013

حصان ابنتي

ما هو جدول اليوم يا تقى؟
كالعاده يا ماما سأذهب الى المدرسه وعند عودتي نأكل سريعا وارتدي ملابسي ونذهب الى التمرين، لا بد ان نسرع فقد فات الكثير ولم يبق الا التصفيات قبل النهائيه ثم البطوله النهائيه، لا بد ان نبذل جهدا اكبر سنتعب بعض الشئ، ولكن ان شاء الله سيكلل الله تعبنا بالنجاح.
لكن هناك الكثير من المهام يا حبيبتي، وراءك دراستك وانت في السنه النهائيه للمدرسه تحتاجين الى التركيز والعمل الجاد.
ماما تعلمين حبي للخيل وحبي لحصاني والحمد لله دخلت به عدة بطولات الى الان ولم يخذلني، معلش فات الكثير وبقي القليل.
في الليله السابقة: ما بال حصانك اليوم يا تقى لاحظت انه ليس على طبيعته، فعلا يا ماما وانا في التمرين كل ما المس بطنه برجلي ينط كده بشكل غريب، ولما خلصت ورحت احميه كان واقف ساكت ولا يتحرك ودي مش عادته، وسألت السايس قال انه اكل شعير كتير.

جاهزه حبيبتي للنزول للتمرين، ايوه يالا بينا،
سأكلم صديقتي في النادي للتأكد ان الموعد كما هو، اتصلت وانصت لما يقال على التليفون واغلقت والدموع متحجره في عيناي، سألتني تقى: فيه ايه؟ كيف يمكنني ان اقول لها ان حصانها قد مات! قلت اولا ان الحصان تعبان، فسألت ماذا به؟ تعبان في ايه؟ اضطررت بعد قليل ان اقول الحقيقه.
سكت الجميع حزنا.. انها روح قبل كل شئ، ثم عشره ثانيا، ثم انه طريقها للبطوله النهائيه، اضافة الى ان هناك رابطة روحية بين الفارس والفرس، ولكنها سنة الحياة، لكل اجل كتاب.
 بعد فترة من الحزن بدأنا نفكر في ايجابيات ما حدث ونحمد الله على كل حال، الحمد لله يا ماما انني اعطيته حبا بالامس ربت عليه وحممته وقبلته، وانا قلت الحمد لله انك لم تكوني عليه ولست في البطوله وقبل ان نذهب الى التمرين فلم تريه يهذا الشكل .. الله يقدر ويدبر ولا نملك الا ان نقول الحمد لله انها لم تكن اسوأ من ذلك، اللهم احفظ ابنتي تقى من كل شر واحفظ ابنائي جميعا، اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا، اللهم آمين.
كنت اود ان ابدأ السنه الجديده والذكرى الثانيه لثورة مصرنا العظيمة بالحديث ربما عن بعض ذكريات الثورة، ولكن كان لا بد ان نتشارك معا فقدان حصان.