Sunday, August 28, 2011

حرف الحاء: الحرية


شعر عن الحرية اعجبني احببت ان انقله لكم
أخبرنا أستاذي يوماً عن شيء يدعى الحرية
فسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية
ما الحرية ؟!
هل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنية ؟!
أم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنية؟!
فأجاب معلمنا حزناً وانساب الدمع بعفوية
قد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلوية
أسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحرية
لا تملك سيفاً أو قلماً ، لا تحمل فكراً وهوية
***
وعلمت بموت مدرسنا في الزنزانات الفردية
ونذرت لئن أحياني الله وكانت في العمر بقية
لأجوب الأرض بأكملها بحثاً عن معنى الحرية
وقصدت نوادي عروبتنا أسألهم أين الحرية ؟
فتواروا عن بصري هلعاً وكأن قنابل ذرية
ستفجر فوق رءوسهم وتبيد جميع البشرية
فدنا رجل يبدو أن ذاق عذاب الشُرَط السرية
لا تسأل عن هذا أبداً أحرف كلماتك شوكية
هذا رجس ، هذا شرك في دين دعاة الوطنية
ارحل؛ فتراب مدينتنا يحوي آذاناً مخفية
تسمع مالم يحك أبداً وترى قصصاً بوليسية
ويكون المجرم حضرتكم والخائن حامي الشرعية
ستبوء بكل مؤامرة وبقلب نظام الثورية
وببيع روابي بلدتنا يوم الحرب التحريرية
وبأشياء لا تعرفها وخيانات للقومية
وتساق إلى ساحات الموت عميلاً للصهيونية
واختتم النصح بقولته وبلهجته التحذيرية
لم أسمع شيئاً لم أرَكُمْ ما كنا نذكر حرية
هل تفهم ؟ عندي أطفال كزغاب الطير البرية
***
وسألت جموع المغتربين أناشدهم ما الحرية ؟
فأجابوا بصوت قد دوى : فَجَّرت هموماً منسية
لو ذقناها ما هاجرنا وتركنا الشمس الشرقية
بل طالعنا معلومات في المخطوطات الأثرية
أن الحرية أزهار ولها رائحة عطرية
كانت تنمو بمدينتنا وتفوح على الإنسانية
ترك الحراس رعايتها فرعتها الحمر الوحشية
***
وسألت أديباً من بلدي هل تعرف معنى الحرية ؟.
فأجاب بآهات حرّى : لا تسألنا ، نحن رعية!
ووقفت بمحراب التاريخ وقلت له ما الحرية؟
فأجاب بصوت مهدود يشكو من وقع الهمجية
الـحــريــة :
أن يحيا الناس كما شاء الرحمن لهم بالأحكام الربانية
وفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبوية
لا وفق قوانين الطغيان وتشريعات أرضية
وضعت كي تحمي أشخاصاً تقفو الأهواء الشخصية
الـحــريــة :
ليست نصباً تذكارياً يغسل في الذكرى المئوية
الحرية لا تستجدى من سوق النقد الدولية
الحرية لا تمنحها هيئات البر الخيرية
الحرية نبت ينمو بدماء حرَّى وزكية
الحرية تنزع نزعاً
تؤخذ قسراً
تبنى صرحاً
يعلو بسهام ورماح ورجال عشقوا الحرية

Monday, August 22, 2011

الجرذان


"حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين"
هذه صورة رهيبة, ترسم مدى الشدة والضيق في حياة الرسل وهم يواجهون الكفر والجحود، يدعون اقوامهم يوما بعد يوم فلا يستجيب لهم إلا قليل, تمر الأعوام والباطل تزداد  قوته وغلبته, والمؤمنون في عدتهم القليلة وقوتهم الضئيلة. ساعات حرجة, يطغى فيها الباطل ويبطش ويغدر، والرسل ينتظرون الوعد فلا يتحقق فتهجس بهم الهواجس . . أتراهم كذبوا ؟ اي ظن الرسل أنهم كذبوا فيما وعدوا من النصر.
ولكن تلك سنة الله في الدعوات لا بد من الشدائد, ولا بد من الكروب, حتى لا تبقى بقية من جهد ولا بقية من طاقة ثم يجيء النصربعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة التي يتعلق بها الناس، يجيء النصر من عند الله, فينجو الذين يستحقون النجاة, ويحل بأس الله بالمجرمين, مدمرا ماحقا لا يقفون له, ولا يصده عنهم ولي ولا نصير .
هذا ما حدث في ليبيا وصفهم العقيد قائد الثورة الليبية مدعي البطولة بالجرذان استصغارا منه لهم وتحقيرا لقوتهم وقدرتهم متناسيا قصة الفأر الذي انقذ الاسد من شبكة الصياد بقوة اسنانه وقوة عزيمته، وقد كان ان تكالبت عليه الجرذان واتحدت فصارت اقوى واكبر من اي اسد، وهو ليس بأسد فهو مدعي للقوة وهو اجبن من ان يخرج من جحره، فهو يحتمي وراء بروج محصنة خوفا من الشعب الليبي الطيب، الذي يناشد بعضه الان بكظم الغيظ وترك الرغبة في الانتقام بدل ان يحثهم على مطاردته كالجرذ المختبئ، جحرا جحرا ودار دار وزنجه زنجه، تحية لك ايها الشعب العربي المناضل لقد استعدت حريتك التي دفعت فيها الغالي والنفيس، دعواتنا لكم اخواننا اهل ليبيا، ودعاؤنا لاخواننا في اليمن وسوريا اعانكم الله اثبتوا فان بعد العسر يسر.

Wednesday, August 17, 2011

حرف الثاء: الفرق بين الثورة والثور


قال احد المفكرين: “إن ما يجمع الثورات هو الاستياء، فإذا عمَّ الاستياء وتراكم فإنه يتحول إلى حركة تتحول إلى وثبة وبالتالي الى ثورة”
اما ما يجمع الثيران فهو وعاء الاكل يجتمعون حول العلف يأكلون ويتناطحون كل يدافع عن غنيمته ويحاول اظهار قوته
الثورة عبارة عن جولات بين شعب وحاكم ظالم مستبد تبدأ بوقفات وهتافات ثم انتفاضة ثم تصميم على استعادة الحقوق الضائعة ثم تنفجر ثورة بأعداد كبيرة وطوائف مختلفة من الشعب وقد تكون في ميدان متسع كميدان التحرير، لا يفترض ان تراق فيها دماء
اما جولات مصارعة الثيران فتتم بين الثور ورجل في ميدان مخصص ويسمى حلبة مصارعة الثيران، يقوم المصارع بمواجهة الثور بمفرده، وفي نهاية المصارعة، يقتل احدهما الاخر
هناك فروقات اخرى بين الثورة والثور
الثور له قرون والثورة لها مخالب وانياب
الثور يخور اما الثورة فتفور
الثور ...حيوان هائج، الثورة ...انسان هائج
وقال مفكر آخر: ” الأمم قد تتسامح بالتفريط في مصالحها، ولكنها لا تتسامح أبدا بجرح شرفها وكبريائها” وقد تم جرحنا بل ذبحنا من نظام هرم وشاخ واصبح لا هم له الا الترف والانفراد بالمجد.
هل يمكن تهدئة الثور الهائج، ليس من السهولة القيام بذلك، فاذا هاج يصعب التحكم به وقد يضطر الى قتله، اما الثائر فهو يثور حتى يصل الى ما يريد ثم يهدأ ويبدأ في العيش الرغيد والتمتع بما وصل اليه سعيدا بنتاج ثورته.

Thursday, August 4, 2011

حرف التاء: تاريخ


لم اكن يوما من محبي دراسة التاريخ او من التواقين للاهتمام بما حدث في الماضي، اما لانه لم يدرس ابدا بطريقة شيقة، واما لانني لم اعاصر حدثا تاريخيا جللا، فاما كنت صغيرة او بعيدة عن مطبخ الحدث، فلم يأتيني هذا الشعور بمعنى التاريخ، والشعور انك لست متفرجا على فيلم او مسلسل ولكن لك دور فيه، اما انك الممثل ام المنتج او المخرج او على الاقل لك علاقة مباشرة بأي منهم.
نحن الان جميعا في قلب الحدث بل نحن الحدث نفسه، نحن هذا الشعب العظيم الذي تتكلم عنه وسائل الاعلام المختلفة عربية وغربية، نحن الشعب الذي يتعجب العالم كيف صمد ووقف وقفة رجل واحد دون ان يكون له قيادة او تنظيم، نحن هذا الشعب الذي فجأة غير وجه العالم وأدار عجلة التاريخ ليسطر بحروف من نور بداية عهد جديد، مختلف تماما بكل ما في الكلمة من معنى.
لعل التاريخ بالنسبة لي لم يكن سوى مادة تصعب دراستها لما تتطلبه من حفظ ومراجعة، وبالنسبة لي لم اكن اشعر انها من المواد التي يمكن فهمها، اما الان وبعد تاريخ وعهد جديد اريد لابنائي واحفادي وكل الاجيال القادمة ليس فقط ان تطلع على ما حدث بل ان يستشعروه ويعايشوه كما عايشناه، اتمنى ان يحظوا بنفس الشعور الذي لا نزال نستشعره من الغموض والتفاؤل المشوب بالوضوح القلق، اريد للايام ال18 ان تحفر في الكتب بكل احاسيسها، وللايام التالية لها ان تدون بكل دقة وعناية حتى لا يضيع منها اي تفصيل.
كل منا مسئول عن الحفاظ على هذا التاريخ العظيم بكل ما فيه من احزان وشجون وافراح وانتصارات، كل منا عايش الاحداث ومسئول عن تدوينها حتى لا تشوه او تقلب الحقائق فيها، على كل منا ان يحاول نقل الاحاسيس للجيل الذي يليه لنعيش التاريخ ونتعايش به ولا نعيش فيه كما كانوا يحاولون دائما ان يرغمونا على ذلك.

Wednesday, August 3, 2011

حرف الباء: بكاء


انواع البكاء كثيرة والبكاء انما يكون لشعور داخلي يعتيرينا يجعلنا نشعر بحاجة لذرف الدموع، التي من شأنها ان تنقلنا من شعور الى اخر، فهي تغسل ما بداخلنا، وعادة نستطيع تحديد نوع بكائنا، هل هو بكاء حزن او الم او شوق ام شفقة ام رقة ام خوف ام نفاق! والكل يحس هذه الرغبة الملحة في البكاء في وقت من الاوقات، فالبكاء نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان سواءً الكبير أو الصغير، فالطفل يبكي اما شوق الى حضن أم دافئ أو بحث عن غذاء أو بكاء من الم، فهو يعبّر عما يريد بالبكاء.
وهناك ايضا بكاء المرأة والذي قد يعتبر مألوفا؛ فهي رقيقة المشاعر تجرحها الكلمة فتبكي، وتهز العبارة وجدانها فتبكي، بالإضافة إلى ذلك فهي مخلوق ضعيف من الناحية الجسمية لذا قد تستخدم البكاء في الدفاع عن نفسها احيانا.
حتى الكبير سواء الرجل او المرأة ايضا يبكي، يبكي عندما يفقد عزيزا أو يفارق صديقا أو يغدر به رفيق، وقد يبكي حين يجرح بقول أو فعل من إنسان يحبه ولا يريد ان يرد له الإساءة بالمثل لأنه يحبه، إذاً لا عيب في البكاء، لا عيب في أن يبكي الكبير فيغسل همه وحزنه ويريح نفسه .
إن البكاء لا يدل دائماً على الخوف أو الضعف، فقد يعبر من خلاله الفرد عما يحس به أو ما يعانيه في حياته من أزمات ونكبات، من ألم أو حزن، كذلك هناك لحظات فرح ولحظات سعادة تجعلنا نبكي فتذرف الأعين دموع الفرح، وبعد هذا البكاء نحس براحة نفسية كبيرة ايضا، ولكن قد يبكي الإنسان مئات المرات في داخله ولا يشعر به أحد، ولكن أغلى الدموع و أطهرها وأشرفها على الاطلاق، هي تلك الدموع التي تذرف من خشية من الله وشوق للقاءه وحب له، فهي دموع تغسل القلب فتجعله نقياً وتغسل النفس فتجعلها طاهرة وتغسل الروح فتجعلها تحلّق في السماء.
اما هذا الصباح وانا في طريقي للعمل وكنت استمع الى الراديو وقد انضمت كل الاذاعات لتنقل محاكمة الرئيس المخلوع مبارك وابنائه ومعاونيه فقد ذرفت دموعا جديدة لم استطع تمييزها اهي دموع شكر لله، ام فرح بعدالة قد نراها تتحقق على الارض وتنتهي بعدالة السماء، بالتأكيد هي ليست دموع شفقة، فلا شفقة او رحمة بظالم او فاسد، قد تكون دموع تطلع للمستقبل حياة جديدة ومستقبل مشرق ارجو من الله ان تكون بداية لحياة كريمة لكل ابناء هذا الوطن العظيم.