Wednesday, January 19, 2011

يوم في شارع الكوربه


بمناسبة الامطار الغزيره في كل مكان وموجة البرد الشديد التي تجتاح العالم هذه الايام، وبمناسبة سقوط امطار يوم الجمعه الماضي تذكرت يوما مماثلا مضى عليه حوالي ثلاث سنوات، ففي يوم جمعه من ايام الشتاء الدافئه كان الجو جميلاً والشمس ساطعه تملأ بدفئها الافق، وقررت وعائلتي الصغيره التي اصبحت تتكون مني انا وزوجي وابنتي الصغيره تقى ان نخرج في فسحه في الهواء الطلق، وكنا قد سمعنا عن شارع الكوربه وما يتم فيه من اعمال ومهرجانات فقررنا استكشافه..
شارع الكوربة بمصر الجديدة هو واحد من أقدم شوارع هذه المنطقة، التي مر على إنشاؤها أكثر من مائة عام ... وقد تمت الموافقة على جعــــــل هذا الشارع للمشــــاة، فقـــط يوم الجمعة من كل أسبوع، ليتنزه فيه سكان المنطقــــة، ويُـمـــــارس الأطفــــال حياتهم بشكل مختلف في هذا اليوم، يسيروا بالدراجات دون خوف، يمارس الجميع هواياته، فمحبي الرسم والاطفال يرسمون لوحات في منتصف الشارع على الأسفلت، يُـنظموا معارض للكتاب سواء كتب جديده او مستعمله، يعزفون مختلف انواع الموسيقى، كما يسمح للمطاعم بأن تخرج موائدها ومقاعدها في الخارج ليستمتع روادها بالاكل والشرب في الهواء الطلق..  فتتحول الكوربة في ذلك اليوم كأحد شوارع أوروبا.
ركنا السياره على مسافه كبيره من الشارع حيث تصطف السيارات وسرنا على الاقدام حيث يمنع في هذا اليوم سير السيارات ويكون الشارع للمشاة فقط، وبدأنا نتجول هنا وهناك، وكأننا في احدى العواصم الاوروبيه، وفجأه اذا بهواء شديد جداً يعقبه مطر غزير جدا، والكل يجري هنا وهناك فالمقهى يحاول ادخال الطاولات او تغطية الكراسي، والرسامون يجمعون اقلامهم وطباشيرهم من على الارض، والامهات تحاول ان تجنب الاطفال بدراجاتهم هذا المطر المنهمر الذي تحول الى طقطقه بسبب تحول قطراته الى ثلوج صغيره وفي دقائق تحول المشهد الخريفي الجميل الى برد ومطر وهواء شديد.
سعدنا نحن بذلك والتقطنا الصور التذكاريه، ثم تماسكت ايدينا واخذنا في الجري وتعالت ضحكاتنا وتبللت ملابسنا ولكن السعاده غمرتنا فقد كان اليوم اجمل مما حلمنا او توقعنا، فقد استمتعنا وقمنا بمغامره في الوقت نفسه، والان سمعت بأنهم منعوا هذا الاحتفال الاسبوعي الجميل الراقي غير المكلف، لماذا؟ الله اعلم...

Thursday, January 13, 2011

الحب في الله


يقابلنا في الحياة العديد والكثير من الناس منهم من نحب من اعماق قلوبنا وتستمر العلاقة بيننا بدءا من الجيره الى الصداقة وقد تصل الى النسب، هؤلاء نعرفهم نعاشرهم نحبهم ونتفانى في البذل لاجلهم، كلنا لدينا من هذا النوع والحمد لله الكثير، ولكن هل احببت مجهولا تراه فقط لا تعرف حتى اسمه ولكنك تحبه اظن ذلك هو الحب في الله.
لقد احببت عدة مجاهيل اذكر منهم هذا الصول او الشرطي لا ادري رتبته فلم تكن تهمني، اعجبني فيه حبه واتقانه لعمله، انا اسكن على هضبة المقطم وانزل كل يوم متجهة الى عملي في الصباح وعائدة منه في الظهيرة ويتقاطع هذا المنزَل مع شارع رئيسي، يقف هذا الشرطي لينظم المرور عند هذه النقطة كنت اراه كل صباح ومساء في الحر والبرد وبكل ذكاء ينظم حركة السير فلا يحدث اي تكدس ويسير الطريق بكل سلاسة ويسر، وفجأة اصبح التقاطع عكس ذلك ولم اعد اراه واقفا، احسست اكثر مدى اتقانه لعمله ففكرت ان اسأل عنه لاكافئه لاشعره بالتقدير، فجازاه الله خيرا زوجي سأل لي عنه، ولكن للاسف علمت انه في جوار ربه رحمه الله، واشكر زوجي ايضا انه تكلف عناء معرفة بيته لارسال المطلوب لاهله تقديرا له، لعلهم كانوا احوج ما يكونون لهذا التقدير في هذا الوقت فالحمد لله.
في تقاطع اخر هذا الرجل يختلف عن كل الباعة المتجولين، فهو دائما نظيف الملبس حتى انه يلبس حذاء -كوتشي- ابيض اللون -دائما- تظهر عليه عزة النفس، يغيب ايام الاعياد عكس الباقين لعله يقضيها مع اسرته لينفق عليهم مما رزقه به الله، هو ايضا احبه في الله حيث انه ممن يعمل بحديث "ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده"، فلا اراه يوما متسخا او مادا يده لاحد، انما يعمل بكل جد وكد، وسع الله رزقه ان شاء الله.
اما هذا العجوز الذي يقف حاملا الورود في يديه يبيعها على قارعة الطريق، هو ايضا متفان في عمله، اذا ما اعطيته اليسير من المال لا بد ان يعطيك شيئا مما يبيع مقابل النقود ولو ورده واحده ولكنها تحمل الكثير من معاني احترام الذات وعزة النفس، وحب المال الحلال، اعانه الله على مصاعب الحياة.
اما هذه السيده التي تبيع الكلينكس امر بها كل صباح لاجدها وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة كأنها خالية من الهموم، وتبدو في ملامحها جمال غاب تحت نيط الفقر وصعوبة العيش يظهر ذلك في عينان خضراوتان ووجه لو انها فقط غسلته لظهرت احدى الجميلات، ولكن لا يعلم الله ما بها وما عليها من مسئوليات ربنا يعينها.
وهناك الكثير ممن احبهم في الله فعلا وهم صحبة الدروس الدينية التي نجتمع معا كل فترة نتدارس كتاب الله تعالى ويهمنا امور بعضنا البعض فقط لاننا نلتقي معا على حب الله ورسوله، حتى صديقاتي واهلي فايضا احبهم في الله، فلو لم يكن حب الله مشتركا بيننا لما استمر الترابط بيننا رغم مشاغل الحياة والبعد احيانا وصعوبة اللقاء مرات، ولكنه الحب في الله الذي يجعلنا نعود لنسأل على بعضنا البعض مرة اخرى، واختم (إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه ، فإنه أبقى في الألفة ، وأثبت في المودة ).