بما ان اليوم هو يوم مولدي، الذي يتكرر كل سنه في نفس هذا الموعد حيث يكون الجو مائل للبروده ،هذا اذا كنا في مصر او قطر، اما في امريكا فقد كان باردا، لا اجد مشكله ان اقول كم مضى علي من السنين ولكني اخشى من زميلاتي وصديقاتي واخواتي ان يثرن علي.. على العموم وعد عندما اصل سن الستين سأخبر الجميع، اصلها هتكون بايظه بايظه..
كنت طفله صغيره - مش من زمان يعني- دخلت الحضانه وفيها كثير اكبر مني، ثم كنت مراهقه في المدرسه وكان لي زميلات يكبرنني سناً، وطبيعتي كنت قليلة الحجم - قليله مش قصيره- فالناس بتفتكرني اصغر من سني، حتى عندما اصبحت شابه وتزوجت وسافرت الى امريكا مع زوجي، في الاول اعتقدوا اني لا ازال في المدرسه وحضرت للفسحه مع اهلي.
لكن - قال ايه - تمر السنين وبعدما تعودت على هذا الوضع - بتاع اني دايما الصغيره او على الاقل شكلي الصغيره، فجأه اصبحت الكبيره، بعد رحلة الماجيستير في امريكا واستقراري في مصر ذهبت لدراسة الترجمه في الجامعه الامريكية فاذا جميع من يدرسون لا زالوا في المرحلة الجامعيه وانا متزوجه من 10 سنوات ولي 3 اطفال (حفظهم الله)، اذهب الى (الجيم) لاحافظ على لياقتي فاذا بالمدربات بيقولولي حضرتك او يا طنط، مين ده انا؟
وفجأه وجدت ابنتي تتزوج، بس الحمد لله جوزها بيقولي يا علا او يا لولا، اه اخيرا، شكلي هاصغر تاني، لكن لا ما حصلش، بنتي انجبت يعني المفروض كده ابقى تيتى مش بس طنط، دي كمان قدرت اتغلب عليها بتقولي علا، كمان شعر ابيض بيظهر! مش سايباه طبعا دي اسهل حاجه نخفيها، بس معناها ان شويه كده وعلامات تقدم السن هتبان للي ماشي من بعيد.. هوه انا تقريبا مش خايفة اني اكبر لكن مش متعوده، طيب هاتعود امتى؟ خلاص بنتي اتجوزت وعندها بنت يعني انا اصبحت جده، الغريب ان كل ما يحدث شئ مما كنت اعتبره دليل على كبر صاحبه، عندما امر به اكتشف ان مش لازم انه يكون دليل على الكبر، ما انا اهه صغيره بس خلصت جامعه، واتجوزت وخلفت، وبنتي اتجوزت، واصبحت جده، وعديت سن الاربعين بعدة سنين، ايه الحكاية الكلام ده عادي بيحصل لكل الناس! اذن الكبر ده احساس داخلي ولا يقاس بعدد السنين انما بحب الحياه والاقبال عليها، ومحاولة الوصول للسعادة بشتى الطرق، والسعاده لا تكتمل الا بوجود من تحبهم ويحبونك، يا رب تديم علي هذه النعمه الكبيره.