Wednesday, December 15, 2010

متى سأتعود ؟



بما ان اليوم هو يوم مولدي، الذي يتكرر كل سنه في نفس هذا الموعد حيث يكون الجو مائل للبروده ،هذا اذا كنا في مصر او قطر، اما في امريكا فقد كان باردا، لا اجد مشكله ان اقول كم مضى علي من السنين ولكني اخشى من زميلاتي وصديقاتي واخواتي ان يثرن علي.. على العموم وعد عندما اصل سن الستين سأخبر الجميع، اصلها هتكون بايظه بايظه..
كنت طفله صغيره - مش من زمان يعني-  دخلت الحضانه وفيها كثير اكبر مني،  ثم كنت مراهقه في المدرسه وكان لي زميلات يكبرنني سناً، وطبيعتي كنت قليلة الحجم - قليله مش قصيره- فالناس بتفتكرني اصغر من سني، حتى عندما اصبحت شابه وتزوجت وسافرت الى امريكا مع زوجي، في الاول اعتقدوا اني لا ازال في المدرسه وحضرت للفسحه مع اهلي.
 لكن - قال ايه - تمر السنين وبعدما تعودت على هذا الوضع - بتاع اني دايما الصغيره او على الاقل شكلي الصغيره، فجأه اصبحت الكبيره، بعد رحلة الماجيستير في امريكا واستقراري في مصر ذهبت لدراسة الترجمه في الجامعه الامريكية فاذا جميع من يدرسون لا زالوا في المرحلة الجامعيه وانا متزوجه من 10 سنوات ولي 3 اطفال (حفظهم الله)، اذهب الى (الجيم) لاحافظ على لياقتي فاذا بالمدربات بيقولولي حضرتك او يا طنط، مين ده انا؟
وفجأه وجدت ابنتي تتزوج، بس الحمد لله جوزها بيقولي يا علا او يا لولا، اه اخيرا، شكلي هاصغر تاني، لكن لا ما حصلش، بنتي انجبت يعني المفروض كده ابقى تيتى مش بس طنط، دي كمان قدرت اتغلب عليها بتقولي علا، كمان شعر ابيض بيظهر! مش سايباه طبعا دي اسهل حاجه نخفيها، بس معناها ان شويه كده وعلامات تقدم السن هتبان للي ماشي من بعيد.. هوه انا تقريبا مش خايفة اني اكبر لكن مش متعوده، طيب هاتعود امتى؟ خلاص بنتي اتجوزت وعندها بنت يعني انا اصبحت جده، الغريب ان كل ما يحدث شئ مما كنت اعتبره دليل على كبر صاحبه، عندما امر به اكتشف ان مش لازم انه يكون دليل على الكبر، ما انا اهه صغيره بس خلصت جامعه، واتجوزت وخلفت، وبنتي اتجوزت، واصبحت جده، وعديت سن الاربعين بعدة سنين، ايه الحكاية الكلام ده عادي بيحصل لكل الناس! اذن الكبر ده احساس داخلي ولا يقاس بعدد السنين انما بحب الحياه والاقبال عليها، ومحاولة الوصول للسعادة بشتى الطرق، والسعاده لا تكتمل الا بوجود من تحبهم ويحبونك، يا رب تديم علي هذه النعمه الكبيره.

Wednesday, December 1, 2010

مؤثرات في حياتي


ذهبنا بالامس الى طبيبة الاسنان انا وزوجي وابنتي الصغيره التي اصبحت شابه في الخامسه عشرة من عمرها، وهي ذات عقل وفكر اعشق الحديث معها، وعند وصولنا للبيت كان الجو بديعا ونحن في الاول من ديسمبر حيث عَلا الضباب الجو، ولسعه خفيفه من البرد تحيط بنا، فما كان منا الا ان قررنا الجلوس على المقهى الواقع على ناصية المنزل لاحتساء شئ ساخن، واخذنا نتجاذب اطراف الحديث، وبدأت تحدثنا عن المدرسه والدروس وكيف ان هناك حصه يقومون فيها بمشاهدة احد الافلام ثم تحليله، وذكرت لي الفيلم الاخير الذي شاهدوه وهو فيلم الطيورلمخرجه هيتشكوك، فتذكرت كيف شاهدته وانا في مثل سنها تقريبا، وكيف اثر في واحسست بالخوف بعدها من اي تجمع للطيور في اي مكان وبقيت على هذه الحال فترة من الزمن، فرأيت ان اكتب في ما اذكر من بعض المؤثرات في حياتي.
كنت محبة للقراءة شرهة لها، بدأت في سن قد تكون مبكره تقريبا في التاسعة من عمري، كنت وصديقتي الحبيبه مها نقضي فسحة المدرسة اليومية في مكتبة المدرسة نقرأ القصص بنهم حتى لا نشعر بالوقت وهو يمضى واذا بأبله أُلفت مسئولة المكتبة تنبهنا بأن جرس الحصة مضى عليه وقت فنجري لألا يلحق بنا العقاب، ولكن لاننا كنا متفوقتين عادة كانت بتعدي، من القصص التي ادمنت قراءتها هي الالغاز البوليسية للاستاذ محمود سالم ولعل كل من هم في سني اقبلوا عليها وادمنوها، ولي قصة في ذلك لعلي اقصها في سياق قادم.
اما الكتب التي تأثرت بها فهي كتب الدكتور مصطفى محمود احببت كتاباته وبرنامجه الايمان والحياة، وما انعش خيالي منها رواية رجل تحت الصفر حيث جمعت بين الخيال العلمي والرواية وقد كنت وقتها ذات خيال جامح، وفيها تصور لمستقبل الانسان الذي لا يستطيع تخيل ما كان عليه اجداده من بطئ الحركه كيف انهم استعملوا الطائرات للتنقل السريع، وهو الان في الصاروخ ويشعر بالملل لانه بقي فيه ما يزيد على الثلاث ثواني كي يصل من القاهرة الى لندن، وكيف انه سيحوِّل نفسه لذرات او شئ من هذا لكي يستطيع التنقل والتنزه بين النجوم والكواكب، كان كل ذلك ضرب من الخيال اللا معقول اعتقد الان كل شئ اصبح من المعقول والمتصور والمتوقع.
لا يزال هناك اشخاص واماكن ومواقف وكلمات كل منها ترك بصمة في حياتي لا بد واني سأعود لذلك لاحقا، اما الاية الكريمة التي اثرت في  (بسم الله الرحمن الرحيم)
" وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون "
صدق الله العظيم
احب ان اقرأ تعليقاتكم بما تحبون ان تكتبوا من تجارب او وقائع مؤثرة في حياتكم...

Tuesday, November 9, 2010

رسالة الى اسيره


لست عميقة التفكير ولكني افكر، لست طموحة ومتطلعة ولكني اتمنى وآمل ان تتحقق امالي، لست كاتبة ولكني احب القراءة والكتابة، لست ممن يذم المستقبل ويمدح الماضي ولكني اعيش الواقع، لست ممن يبكي او يضحك كثيرا ولكني دائمة الابتسام، لست من هواة الجدل ولكني احب النقاش الهادف، لست رومانسية ولكني رقيقة المشاعر، لست زاهدة ولكني اخاف الله...
وانا في مكتبي بالامس وصلني خطاب يطالبني بكتابة رسالة، اخذت افكر فيما يمكنني ان اكتب؟ لن اقول كلمات المؤازرة المعتادة مع بعض الدعاء ودمتم، يجب ان افكر في شئ، بدأت الرسالة بأختي العزيزه: اكتب لك هذه الكلمات من سجني الكبير الذي هو هذه الدنيا الواسعه المليئة بالظلم والطغاة، اكره ان اقف مكتوفة اليد اسيره امامك، وانت طليقة الروح في الكون تدافعين عن حق ترينه، تفدين بروحك ما تؤمنين به.
ثم اخذت اتفكر كيف لو اني تخليت عن كل ما املك! البيت الواسع الى آخر ضيق، سعة العيش الى ضنك الحياه، رفاهية ان أُخدَم الى عناء ان أخدِم، وكيف لو اني لم اتخل عن كل ذلك بل اخذت قهرا وظلماً وعنوة، هل سأظل احلم بسريري ووسادتي؟ اكلي المفضل؟ سيارتي؟ اظن اني في هذا المقام ستكون احلامي مختلفة تماما، سأتمنى ان ارى ابنائي، ان انال ضمة حنون من امي، ان اطمئن على ابي، ان يساندني زوجي ويخفف حملي، قد احلم ان اسير دون اغلال، او ان ارى البحر او اشم نسيمه، او ارى ضوء الشمس واحس بدفئها، ان اسير على الحشيش وامسك الازهار واشم عبيرها، ان اسمع اصواتا صديقة او شقشقة عصافير، او حتى ان ارى ارضا فضاء واسعة ليس لها نهاية.
بعد تلك البرهة من التفكير، احسست بما يحس به السجين او بالاحرى الاسير الذي فقد ما فقد دفاعا عن حق وقضية، فتألمت لحالنا وسكوننا وتجاهلنا لغيرنا، وقررت اكمال الرسالة بالدعاء ثم ارسالها بالبريد الالكتروني طبقا لما جاء في الخطاب الذي وصلني من سفارة دولة فلسطين في اطار الحملة التي اطلقتها وزارة شؤون الاسرى والمحررين (اكتب رسالة للاسرى والاسيرات) فكان هذا ما كتبته لاحدى الاسيرات، واليكم الموقع لعل فيكم من يستطيع ان يقدم خيراً مني: http://www.freedom.ps/

Monday, November 1, 2010

الملكه المتوَجه

كان عندي 29 سنه من كام سنه كده - مش كتير- وبعدما انهى الاولاد السنة الدراسية في شهر يونيو تقريبا قررت انا وزوجي ان نلبي النداء ونذهب الى الحج، واعددنا العده وشددنا الرحال، وكان من المفروض يكون معنا الاولاد لكن لم يشأ الله الا ان اذهب انا وزوجي، ذهبنا في هذه الرحلة الشاقة المباركه الممتعه، وطوال الوقت مخي شغال افكر في كل ما هو مطلوب ومرغوب لكي اقوم به، واذكر نفسي بما هو ممنوع لابتعد عنه.
ومما هو ممنوع قتل اي كائن حي، وكان يوم عرفه، حيث افترشنا الارض داخل الخيمة وعكفت على قراءة القرآن واذا بها تسير بجواري تتهادى على الارض وكلها ثقة في ان هذا اليوم هو يوم سعدها وان الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات يحفظها من ظلم من خلق، اخذت ادقق النظر اليها فاذا بي اجدها وكأنها  ملكة متوجه، فقد وقفت على رجلين ورفعت يديها الاربع الى السماء اظنها كانت تدعو الله وتشكر فضله على ما انعم عليها في هذا اليوم.
ثم ما لبثت ان سارت قليلا لتلتقي اثنتان، حيث تبادلن اطراف الحديث، اظنهم كانوا يرتبون ماذا سيفعلون في هذا اليوم، بدا لي انها امرت الاولى ان تهتم بالعيال والثانية ان تهتم بالغذاء، وسارت هي كالملكة تتفقد احوال المملكة والشعب، تبادلت الاولى القبلات مع اخريات اظنهم كانوا اطفال المملكة، اما الثانيه فقد اعطت بدورها الاوامر لاخرين فبدأ الكل في التقاط حبات صغيرة من بعض فتات الاكل المتناثر هنا وهناك على الارض، وقاموا يسيرون في خطوط مستقيمة محددة ليؤدوا ما عليهم، ولكن في وسط العمل الجاد الدؤوب كانت هناك عواطف متبادله حيث طال وقوف اثنين معينين مع بعضهم، شكلهم مخطوبين او لسه متجوزين جديد او يمكن قديم لكن العشرة زودت المحبة بينهم، ويا عجبي كيف تعاونوا اظنه سألها اساعدك يا حبيبتي، وتيسلم منها حملها ليكمل المشوار، ولغتهم بينهم كالقبلات ثم يسأل الغدا ايه النهارده، لا ده تحويش عشان الشتا ما انت عارف يا حبيبي، طيب انتي رايحه على فين دلوقتي، انا رايحه القصر اشيل فيه فتافيت الشتا، طب ما تتأخريش عليه انتي واحشاني، روح انت شوف العيال اكلهم وحميهم ده يوم عرفه يعني ربنا النهارده حافظنا كلنا.
وهكذا تعرفت على مملكة النمل واحببتها، والحمد لله اصبحت منذ ذلك اليوم انظر الى النمل نظرة مختلفة وحتى يومنا هذا، فلا اقتل النمل الذي يسعى في سبيله، بس على فكره لو جيش وعندي في البيت ممكن ارشه بس مش باقتله، فلا يزال عندي نفس احساس الخوف من قتل النفس الذي احسسته في هذا اليوم المبارك ..

Wednesday, October 27, 2010

اول طلعه

السلام عليكم ورحمة الله..
بالصدفة وانا هايصه في النت ادخل هنا واخرج واقرأ عن هذا وذاك، اخذتني الصدفه الى مدونة احد الاشخاص، وانا من زمان اعلم ان هناك ما يسمى مدونة لكن عمري ما قرأت فيها او استعملتها، وسبحان الله وجدت فيها شئ ما يجذبني يشدني فهي من الممكن ان تكون خواطر او افكار او ذكريات او اي شئ يخطر على بالك، شئ جميل ان يجد الانسان من يسمعه، يعني ممكن اكتب واتشارك في اللي باكتبه..

المهم ما كدبتش خبر من الصبح وانا بانشئ هذه المدونه واعتقد ان ما اكتبه الان سأستطيع نشره بين من احب ونستطيع المشاركه، لن اكتب شئ على وجه الخصوص هذه المره، فانا لست اكيده بعد كيف تسير الامور ولذا سيكون هذا فقط ما اكتبه حتى ارى كيف ينشر ولمن وكيف تتم متابعته، ثم من بعد ذلك هانطلق ان شاء الله، وباذن الله يكون لي مع نفسي ومعكم وقفات من خلف ستائر ولكنها من حرير يعني فقط بعد خفيف هو ما يفصل بيننا.

"الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتد لولا ان هدانا الله"