Monday, August 22, 2011

الجرذان


"حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين"
هذه صورة رهيبة, ترسم مدى الشدة والضيق في حياة الرسل وهم يواجهون الكفر والجحود، يدعون اقوامهم يوما بعد يوم فلا يستجيب لهم إلا قليل, تمر الأعوام والباطل تزداد  قوته وغلبته, والمؤمنون في عدتهم القليلة وقوتهم الضئيلة. ساعات حرجة, يطغى فيها الباطل ويبطش ويغدر، والرسل ينتظرون الوعد فلا يتحقق فتهجس بهم الهواجس . . أتراهم كذبوا ؟ اي ظن الرسل أنهم كذبوا فيما وعدوا من النصر.
ولكن تلك سنة الله في الدعوات لا بد من الشدائد, ولا بد من الكروب, حتى لا تبقى بقية من جهد ولا بقية من طاقة ثم يجيء النصربعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة التي يتعلق بها الناس، يجيء النصر من عند الله, فينجو الذين يستحقون النجاة, ويحل بأس الله بالمجرمين, مدمرا ماحقا لا يقفون له, ولا يصده عنهم ولي ولا نصير .
هذا ما حدث في ليبيا وصفهم العقيد قائد الثورة الليبية مدعي البطولة بالجرذان استصغارا منه لهم وتحقيرا لقوتهم وقدرتهم متناسيا قصة الفأر الذي انقذ الاسد من شبكة الصياد بقوة اسنانه وقوة عزيمته، وقد كان ان تكالبت عليه الجرذان واتحدت فصارت اقوى واكبر من اي اسد، وهو ليس بأسد فهو مدعي للقوة وهو اجبن من ان يخرج من جحره، فهو يحتمي وراء بروج محصنة خوفا من الشعب الليبي الطيب، الذي يناشد بعضه الان بكظم الغيظ وترك الرغبة في الانتقام بدل ان يحثهم على مطاردته كالجرذ المختبئ، جحرا جحرا ودار دار وزنجه زنجه، تحية لك ايها الشعب العربي المناضل لقد استعدت حريتك التي دفعت فيها الغالي والنفيس، دعواتنا لكم اخواننا اهل ليبيا، ودعاؤنا لاخواننا في اليمن وسوريا اعانكم الله اثبتوا فان بعد العسر يسر.

No comments: