Tuesday, March 15, 2011

حدوتة مصريه

كان يا ما كان يا سعد يا اكرام ولا يحلى الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام.. كان فيه مارد كبير كان مارد شرير، طار على بساط الريح ونزل في البلدة يقول انا –صاحب اول طلعه جوية بالبساط- انا شفت البلد من فوق وشفت كل واحد منكو ونزلت عشان اساعدكو، لكن في الحقيقة هوه كان عينو على الخيرات اللي شافها من فوق، لم اهل البلد وقسمهم لاقسام انتم اسود، لكن مخالبكم دي ملكي انا، لو حد منكم استعملها من غير اذن يا ويله مني، وانتم حمام مسالمين لا اسمع لكم صوت، وهذه الغابة التي هبط فيها ببساطي مخيفة ومرعبة من الداخل، اياكم ان تفكروا في الدخول اليها لكم فقط اطراف البلده لان في الداخل غول مرعب –بدقن-، وزيادة في الاحتياط سوف اضع في رقابكم سلاسل حتى لا يقوى احد منكم على الطيران او التحليق.
استمرت الحياة على هذا المنوال يأكل المارد كل ما تشتهيه نفسه حتى اخذ حجمه في الزياده وشكله بات اكثر تخويفا، والاسود تأكل ما يتبقى منه وتسمن وانيابها واظافرها تزداد طولا، اما الحمائم فهي لا تجد ما تأكله ولا تقوى على الطيران لتفتش داخل الغابة علها تجد ما يساعدها على الحياة، ولا يبقى لهذه الحمائم الا الحديث بصوت منخفض خوفا من ان يسمعهم المارد، يشتكون فيما بينهم من هذا الظلم.
مرت السنين .. 30 سنه.. وزاد اعداد الحمام وزادت قسوة الحياة خصوصا ان المارد والاسود لم يتركوا لهم حتى اطراف البلدة وانما باتوا يضيقون عليهم ويستولون على كل شئ، قرر الحمام فيما بينه صغارا وكبارا انه لم يعد هناك ما يخافون عليه، حتى حياتهم نفسها، فلم يعد لها طعم ولا مغزى، وقرروا ان ينزعوا معا وفي نفس اللحظة السلاسل عن اعناقهم ويحلقوا مرفرفين فوق الغابة ويواجهوا الغول لعله يكون ارحم من المارد، او ان يهلكوا ويموتوا ويرتاحوا.. وجاء اليوم الموعود ونفذ الجميع ما اتفق عليه، ورفرف الجميع، منهم من خاف ولم ينزع السلاسل ومنهم من نزعها ولم يجرؤ على الطيران ومنهم من حلق على ارتفاع منخفض ومنهم من حلق عاليا وطار فوق الغابة، وحط بها من الداخل ليجد انه لا يوجد بالغابة الا القصور التي تمتلئ كمغارة علي بابا بالكنوز ويعيش فيها المارد والاسود حياة رغده، يتمتعون بخيرات الغابة الوفيرة اما الغول فهو ضخم فعلا ولكنه صامد ينظر الى السماء ينتظر ان يرى اي من الحمام ليناديه ويدعوه للانضمام اليه حتى يقاوموا المارد معا.
اتفق الحمام مع الغول وانقضوا معا على المارد واسوده الذين حاولوا الدفاع عن انفسهم ولكنهم كانوا اضعف من قوة واصرار وعزيمة الحمائم، الذين استدعوا غيرهم من الحمام الخائف فانضموا اليهم مساعدين، واخذوا يضربون المارد بمناقيرهم حتى صار كالفأر المرعوب، واسوده باتت كالقطط المخلوعة الاظافر، يومها فقط تعلم الحمام ان القوة لا تكون الا بالوحدة، وان الحرية لا تؤخذ الا بالاصرار وان العبودية ما هي الا احساس في العقول وليس من عاش وراء القضبان او مغلولا بالسلاسل سجين طالما يملك ارادة وعقل وعزيمة.
طبعا زي اي حدوته لازم يكون ليها نهاية بتاعة وعاشوا في تبات ونبات، عشان كده لازم اقولكم ان المارد الوحش الشرير هوه واسوده الجبارين لما لقوا انهم هيتغلبوا عملوا ايه؟ ولعوا في الغابة وحرقوا منها اجزاء كبيرة، وهدوا كتير من القصور الموجوده، ودفنوا وخبوا كتير من الكنوز، وقتلوا كتير من الحمام، لكن برضه الحمام باصراره وباتحاده مع الغول الطيب بدؤا على طول يكنسوا في الغابة وييبنوا في القصور لكن اكتر حاجة وحشة عملها المارد واتباعه انه حاول يوقع بين الحمام، بس الحمد لله الحمام كان واعي جدا وواخد باله وعشان كده قدروا يرجعوا غابتهم جميله واجمل من ما كانت ودلوقتي نقدر نقول انهم عاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات.

2 comments:

مصر said...

أول مرة أزور مدونتك القيمة .. تهنئتي لك على المجهود المبذول والرائع..

مصر said...

اخبار مصر
ثورة 25 يناير